جبريل عليه السلام إسم أعظم ملك من الملائكة المقربين
إسمه عليه السلام :
أصله العبري جبرائيل جبرا تعني قوة في العبرية و رجل في
السريانية و إيل هي إختصار لكلمة إيلوهيم أي الله بالعبرية فيكون معنى
جبرائيل بالعبرية قوة الله أو الرجل القوي بالله و بالسريانية رجل الله أو
عبد الله وهو ماذهب إليه ابن عباس
فوصفه تعالى بالقوة قال تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير:20)
وقال تعالى (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى،ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:5-6)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعليقاً على آية النجم(
(ذُو مِرَّةٍ ) أي ذو قوة قاله مجاهد والحسن وابن زيد وقال ابن عباس ذو
منظر حسن وقال قتادة ذو خلق طويل حسن ولا منافاة بين القولين فإنه عليه
السلام ذو منظر حسن وقوة شديدة )
ورد إسمه في القرآن مع إختلاف القراءات في سورة البقرة
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ
نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) آية 97
جبريل بكسر الجيم قراءة نافع وأبوجعفر وأبوعمرو ويعقوب
وابن عامر وحفص عن عاصم و قرأها ابن كثير بفتح الجيم قرأها شعبة عن عاصم
جَبْرَئِل و قرأها حمزة والكسائي وخلف جَبْرَئِيل و هي الأقرب إلى الأصل
العبري
الروح من أسماء هذا الملك العظيم:
فسماه تعالى الروح و الروح الأمين و روح القدس وروحه
سورة البقرة آية 87 : ( ولقد آتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )
( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس )
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) سورة مريم الآية 17
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمين ) الشعراء الآية 193
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) سورة القدر الآية 4
الروح ميزة عن بقية الملائكة لعظيم قدره ورفعة شأنه عند الله بل أنه تعالى نسبه لنفسه (روحنا) وأضاف الروح إليه على جهة التشريف
حسن الخلق وبهاء المنظر:
وقوله( ذُو مِرَّةٍ) (النجم:6) أي خلق حسن وبهاء وسناء
كما قال في الآية الأخرى (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (الحاقة:40)
أي جبريل رسول من الله كريم أي حسن المنظر البداية ذي قوة أي له قوة وبأس
شديد عند ذي العرش مكين أي له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش
المجيد (مطاع ثم) أي مطاع في الملأ الأعلى أمين أي ذي أمانة عظيمة ولهذا
كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي
فيه الأخبار الصادقة والشرائع العادلة.
- عظم خلقه و قوته عليه السلام :
ذكر الامام ابن جرير رحمه الله في تفسيره[4] - بسنده – عن
عبد الله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جبريل عليه حلتا رفرف قد ملأ مابين السماء والأرض إسناد جيد قوي.
وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي عن مسروق قال: كنت عند
عائشة فقلت أليس الله يقول (ولقد رآه بالأفق المبين) ، (ولقد رآه نزلة
أخرى) فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها
فقال: إنما ذلك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رآه
منهبطاً من السماء إلى الأرض ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض.
وجاء في
البداية والنهاية للإمام ابن كثير قوله: ( وقد ورد في صفة جبريل أمر عظيم
قال الله تعالى: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5) قالوا كان من شدة
قوته أنه رفع مدائن قوم لوط وكن سبعاً بمن فيها من الأمم وكانوا قريباً من
أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوان وما لتلك المدن من الأراضي
والمعتملات والعمارات وغير ذلك رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن
عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح ديكتهم ثم قلبها فجعل
عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى.