بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لالله و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد
خاتم النبيين
اخواني في الله نواصل معا تفسير سورة الفاتحة
اذ يقول سبحانه و تعالى " اياك نعبد و اياك نستعين"
و اياك نعبد تاكيد واضح ان العبادة لا تكون الا له
و العبادة هي الخضوع التام و الاستسلام اللا مشروط لاوامر و نواهي المعبود
و اياك تعني ان لا شريك له في العبودية
فهي تاكيد قاطع لهذا الامر
لكن هنا يوجد معنا اخر لهذه العبودية وهي انها منة منه عزو جل
منة و عطاء ان سمح لنا ان نعبده
كما سياتي بيانه
فاياك تستثني عبادة غيره وتوحد المعبود في العبادة فلا يلتبس الامر على العبيد
فلا تتعدد الالهة و لا توجه الى غيره
فقد كان في كثير من الحضارات القديمة تعدد في الالهة و تخصيص كل اله بجانب لالحياة
كالحضارة المصرية و حتى العرب في قريش و مكة كانوا متعددي الالهة
فتعودوا في تربيتهم الدينية ان الالهة يجب ان تتعدد
فتاتي اياك نعبد لتلغي كل ذلك و توجه العبادة له وحده سبحانه و تعالى
كذلك تعرف العبادة لمن توجه فلا تختلط او تلتبس العبادة لمن توجه
كما حدث مع سيدنا ابراهيم صلى الله عليه و سلم قبل الدعوة فصار يبحث لمن يوجه عبادته
فيمن الله عليه و علينا بان يعرفنا لمن توجه عبادتنا
فالحمد لالله الذي من علينا بعبادتنا له
عرفنا الان ان العباة له سبحانه دون سواه
فصرنا ممتثلين عابدين له
فيقول "واياك نستعين"
رغم تعريفه لنا لمن توجه العبادة ياكد لنا عطائه و منته علينا
فهو الذي سمح لنا بعبادته و هو ايضا الذي يساعدنا عليها
و طلب المساعدة منه لعبادته واجب علينا
فحتى طريقة عبادته منة منه علينا
فاتبع العبادة بالاستعانة به لان لا يضن العبد ان عبادته منه الى ربه
بل و عطاء منه الى عبيده
فكيف يمكن ان تعبده دون الاستعانة به
فان لم يعنك بالصحة و الجهد و العزم كيف يمكنك عبادته
بل ان لم يعنك بالعمرو ابقائك حيا فلن تستطيع عبادته
فاذا عبادتنا له و شعائر عبادتنا منة و عطاء واسع منه سبحانه
فلا يغرنك كثرة عبادتك فتقول اعطيت حق ربي علي من عبادتي له
انما تحمده انه سمح لك بعبادته و اعانك عليها
فطلب العون منه امر واجب عله سبحانه يجيب طلبك فيسمح لك ان تعبده
فكيف تكون عبادتنا و ما هي الطريقة المثلى لذلك
فان تركنا هنا نعلم ان العبادة لالله وحده و نطلب العون منه عليها
فلن نعرف الطريقة الصحيحة لهذه العبادة
فطرق العبادة كثيرة متشعبة
يقول جل و على" اهدنا الصراط المستقيم"
الصراط هو الطريق و المستقيم هو اقصر خط بين نقطتين
اما الهداية فهي المعرفة الواضحة السوية
و هنا تاكيد ان الهداية لا تكون الا منه
فلا احد يهدي غيره و لذلك لا تطلب الا منه
و هنا امر ان تطلب منه ذلك
ان يرينا الطريق القويم لنكون عبيدا له
وهنا تتواصل منات الله علينا ان عبادتنا و مناسكنا و هدايتنا و معرفتنا ان هي الا هبة و منة من الله علينا
فنعود مرة اخرى الى اول كلمة من هذه السورة العظيمة فنزيد في حمد الله عليها
و من رحمة الله علينا ان وضح لنا علامات هذا الطريق القويم
ووضح لنا ذلك بقوله
"صراط الذين انعمت عليهم"
اي ان العلامات المثلى لالطريق القويم هم السائرون فيه
و هذه العلامة هي نعمة الله عليهم
فنتبعهم بهذه العلامة
لكن المنعم عليهم هنا جاءت بصيغة الجمع
و الله انعم على عباده بكثير من النعم
و انعم ايضا على غير المسلم او المؤمن بتلك النعم
فكثير من الاقوام ينعمون بنعم الله المختلفة و ليسوا على الهدى
فكيف تكون العلامة على طريقهم
امر الله ان نتبع طريق المنعم عليهم في تلك النعمة فقط دون سواها
فان راينا قوما انعم الله عليهم بنعمة الصحة مثلا
فهم الافضل فيها لهم افضل منظومة صحية و يتمتعون بافضلصحة بين كل الاقوام
فعلينا ان نتعلم طريقتهم القويمة في ذلك و نحذوا حذوهم دون تلك النعمة فلا نقلدهم في غيرها
و نبحث عن الافضل في نعمة المال او العمارة او العلم او الاقتصاد الى اخر
ذلك من نعم الله و نتعلم منهم و نفعل مثلهم سائرين في نفس طريقهم في تلك
النعم دون تقليدهم في غيرها
فكثير من الاقوام يتنعمون بنعمة ما و هم مفسدون في غيرها
و لك ان تتخيل امة تبحث لنفسها على الامثل و الافضل من النعم كيف تكون و كيف يريد لنا ربنا ان نكون
و بما اننا مسلمون فاول المنعم عليهم الذي وجب الاخذ بطريقهم هو الرسول صلى الله عليه و سلم و اصحابه
و اهم نعمة انعم الله بها على رسوله الكريم هي الاخلاق
فقد ادبه الله فاحسن تاديبه تلك النعمة مست الرسول حتى قبل الاسلام و الرسالة
فامة تتخلق بخلقه سهل عليها التحكم في نعم الله بطريقة قويمة
فاول ما نعلم به اولادنا هي خلق الرسول الكريم الذي انعم الله عليه باعظمها
"صراط الذين انعمت عليهم" اية فيها حل مشاكل امتنا كلها
ان طبقناها صرنا خلفاء الله في الارض بحق و على الطريق القويم
و حلت كل مشاكلنا التي نتخبط فيها منذ زمن
نتبع الافضل في النعم لكن الحذر من هؤلاء
"غير المغضوب عليهم و لا الضالين"
سبق المغضوب عليه الضال
لان المغضوب عليه هو الذي يعلم الحق و المنهج القويم و يفعل العكس
معتديا بعلم منه ذلك يبوء بغضب من الله فهو الاولى ان نحذره
و الضال هو السائر في طريق المعصية و الشر عن جهالة و عدم معرفة
هذان الحذر من ان نتبعهما
و توضيح ذلك اكثر سيكون في كتاب الله
فاقرا يا اخي القران سيعلمنا المزيد
و اخر الكلام و اوله ان الحمد لالله رب العالمين
و الى لقاء قريب باذن الله