أخاف لو عصيت ربي عذاب يوم عظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد
أختاه يا فتاة الإسلام يا مربية الأجيال يا محض الآمال ، لقد أكرمك الإسلام ورفع قدرك ، أعزك بعد الذل وأكرمك بعد المهانة ، كنت تورثين كما يورث سقط المتاع ، وتقتلين لأتفه الأسباب فجاء الإسلام فأعزك أكرمك
جعلك أماً يجب برها ولا حق أعظم من حقها ، وزوجة يجب حفظ عهدها ورعاية أمرها ، وبنتاً يجب الإحسان إليها ، وأختاً تجب صلة رحمها فأي كرامة بعد هذه تريدين وأي عز بغير الإيمان تبتغين
يا فتاة الإسلام إن العز والكرامة في طاعة الله والسعادة والتوفيق والسداد في تقوى الله قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
أختاه ألا تريدين السعادة والحياة الطيبة الكريمة ، فوالله ما هي إلا بطاعة الله واتباع مرضاته
قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون )
والهم الغم والذلة والخذلان في معصية الله واتباع الشيطان
قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري )
أختاه تفكري أليست السعادة بيد الله فلمن يعطيها هل يعطيها من خافه واتقاه أم يعطيها من عصاه وأعرض عن أمره
أختاه دينك منبع يروى به قلب التقي وتشرق الأنوار
وتلاوة القرآن خير وسيلة للنصر لا دف ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظل وارف إذا التوى وجه النهار دثار
ودعاؤك الميمون في جنى الدجى سهم تذوب أمامه الأخطار
ولديك تاريخ عريق شامخ يحلو به للمؤمن استذكار
في منهج الخنساء درس فضيلة وبمثله يسترشد الأخيار
في كفك النشء الذين بمثلهم تصفو الحياة وتحفظ الآثار
هزي لهم جذع البطولة ربما أدمى وجوه الظالمين صغار
غذي صغارك بالعقيدة إنها زاد به يـتـزود الأخـيــار
إعلام هذا العصر شر ظاهر وعلى يديه تزور الأخبار
يا فتاة الإسلام إن أول ما يجب عليك أن تحرصي عليه بعد التوحيد هي الصلاة
الصلاة التي هي عمود الدين والفارقة بين المسلين والكافرين
الصلاة يا فتاة الإسلام نور يتلألأ في قلوب المؤمنين وفي نفوس عباد الله الصالحين
نور في الدنيا يهديك الله بها إلى طريق الخير والفلاح ، ونور في ظلمات القبور بعد الممات ، ونور على الصراط في أوقات الزلات ، الصلاة نجاة من الفتن والمهالك قال تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها كانت له نوراً ونجاة وبرهاناً يوم القيامة )
بالصلاة ترفع لك الدرجات وتحط عنك السيئات وتقال لك العثرات
فحافظي على الصلاة يا فتاة الإسلام فإنها آخر ما يبقى من دين الإنسان و احذري أن يغويك الشيطان فتفرطي في شيء منها أو تؤخريها عن وقتها أو تتساهلين بخشوعها وركوعها فإن في ذلك العذاب الأليم والخسران المبين
قال تعالى : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) هؤلاء وهم يصلون توعدهم الله بالعذاب لأنهم سهو عن صلاتهم وأخروها عن وقتها وتساهلوا ببعض فروضها
أما ترك الصلاة فكفر وردة ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة
فاحذري يا فتاة الإسلام من التفريط في الصلاة أو التساهل ببعض فروضها فإنها أول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله
أختاه الحجاب وما أدراك ما الحجاب نهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري
شرعه الله لك لتكوني جوهرة مصونة ودرة مكنونة يحفظك به من عبث العابثين ومن نظرات الخائنين
الحجاب يا أختاه عبادة عظيمة نزل بها الأمر من السماء فشرق بها الأعداء وغص بها السفهاء
الحجاب هو السلاح الذي هز الأرض وأرعب الغرب حتى جن جنونهم فهم يسعون ليل نهار ليجردوك من حجابك وينزعوا عنك خمارك لتكوني فريسة لأهل النظرات الجائعة والشهوات المسعورة
فتمسكي أختاه بالحجاب فإنه والله العز والشرف
أختاه يا بنت الخليج تحشمي لا ترفعي عنك الحجاب فتندمي
صون جمالك إن أردت كرامة كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
حلل التبرج إن أردت رخيصة أما العفاف فدونه سفك الدم
الحجاب يا أختاه حماية للفتيات وصيانة للمجتمعات وما وقعت المجتمعات المعاصرة فيما هي فيه من الضلال والانحراف
إلا لما ضيع الحجاب وتكشفت النساء وهذا ما أراده الغرب أرادوا أن ينزعوا حجاب المسلمة ويغطوا به القرآن
يقول أحد قادتهم ( لن يستقيم حال الشرق ما لم ينزع الحجاب ويغطى به القرآن )
فاحذري يا فتاة الإسلام الانسياق وراء هؤلاء الضالين والإغترار بما يروجون من ألبسة فاضحة أو موضات فاتنة
ياأخت فاطمة وبنت خديجة ووريثت الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحلقي وبطيب أخلاق الكرام تطيبي
كالنخلة الشماء أنت رفيعة بل كالثريا أنت بين الأنجم
لا تسمعي لدعاية مسمومة لا تنصتي لربيب قلب مظلم
يدعون للتحرير دعوى فجة وشعارهم لا بد أن تتقدمي
قولي لهم كفوا العواء فإنني بعقيدتي أسمو برغم اللوم
عزي حجابي ما ارتضيت بغيره عجباً لمن هزؤوا بعز المسلم
فيا فتاة الإسلام لا تغرنك الموضات وصيحاتها ولا الأزياء وتقليعاتها فما هي إلا مؤامرة صهيونية ليجردوك من حجابك لتكوني فاجرة زانية
واحذري أختاه أن تكوني فتنة للمفتونين وعوناً للكفار على شباب المسلمين فقد توعد الله من فتن المؤمنين والمؤمنات بالعذاب في نار الجحيم قال تعالى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )
أختاه احذري الهاتف فإنه مصيدة اللئام عظم به البلاء حتى تسلط به الأشقياء يتتبعون عورات المسلمين ويتصيدون المغرورين فاحذري من الاغترار ولا تأمني على نفسك الفتنة مهما بلغت فكم من فتاة غرر بها الأشقياء فوقعت في شباك الضالين فدفعت الثمن غالياً دفعت ثمن ذلك شرفها وعفتها
( قالت وهي تذرف دموع الندم كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية تطورت إلى قصة حب وهمية أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي طلب رؤيتي فرفضت بشدة فهددني بقطع العلاقة فضعفت وهددني بصوتي بالهاتف وكان يسجله خرجت على أن أعود في أسرع وقت عدت ولكني أحمل العار والفضيحة قلت له الزواج قال أنا لا أتزوج فاجرة )
أختاه احذري أن تغامري بالشرف والعفة فإنها أغلى ما تملكه الفتاة
أختاه هل الطيش والعبث بالهاتف يؤهلك أن تكوني أماً صالحة ومربية فاضلة ومن يرضى بك زوجة وأنت على هذه الحال قال أحد الشباب عندما عرض عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف ( أعوذ بالله والله لو تقولي بلاش )
نعم يا فتاة الإسلام هكذا ينظرون إلى المعاكسات فلا يغرك معسول الكلام والمواعيد الكاذبة فما هي والله إلا سراب
فإذا ظفر بما أراد رماك ونظر إليك بكل احتقار وكيف يأمنك على عرضه وقد خنت أهلك وضيعت شرفك مع ضال من الضالين
شدي وثاق الطهر لا تتغربي عن عالم الدين الحنيف الأرحب
شدي وثاق الطهر سيري حرة لا تخدعي بحديث كل مخرب
لك من رحاب المجد أخصب بقعة ولغيرك الأرض التي لم تخصب
لك من عيون الحق أصفى مشرب ولعاشقات الوهم أسوأ مشرب
وقفي على نهر المروءة إنه يروي العطاش بمائه المستعذب
وإذا رأيت الهابطات فحوقلي وقفي على قمم الهدى وتحجبي
فهو الطريق إلى صفاء سريرة وعلو منزلة ورفعة منصب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظك ويرعاك ويشرح صدرك للهدى وأن يجعلك ذخراً للإسلام وصلاحاً للمسلمين
وصلى الله على النبي المجتبى والحبيب المرتضى وعلى آله وصحبه أجمعين