أسباب نزول آيات سورة ( يس )
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ }
قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ..} الآية [12].
قال أبو سعيد الخُدْرِي: كان بنو سَلَمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن
ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ} فقال لهم النبي صلى
الله عليه وسلم: إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون؟
أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسن الطبري، قال: حدَّثني
جدي: قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن الشرقي، قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن
بشر، قال: حدَّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن سعد بن طريف، عن أبي
نَضْرَة، عن أبي سعيد، قال:
شكت بنو سَلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعْدَ منازلهم من المسجد،
فأنزل الله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ} فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: عليكم منازلكم، فإنما تُكتب آثارُكم.
{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }
قوله تعالى: {قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ..}. [78].
قال المفسرون: إن أُبيّ بن خَلَف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائِل
[قد بلي] فقال: يا محمد، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم؟ فقال: نعم
ويبعثك ويدخلك النار، فأنزل الله تعالى هذه الآيات {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً
وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}.
أخبرنا سعيد بن محمد بن جعفر، قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه، قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد، قال: حدَّثنا زياد بن أيوب، قال:
حدَّثنا هشيم قال: حدَّثنا حصين عن أبي مالك:
أن أُبيّ بن خَلَف الجُمْحِيّ جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم
حائل فَفَتَّهُ بين يديه وقال: يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أَرَمَّ؟
فقال: نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم. فنزلت هذه
الآية.