السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح حديث الصبر عند الصدمة الأولى للعلامة ابن عثيمين
... عن أنس – رضي الله عنه – قال :
مرَّ النبي – – بامرأة تبكي عند قبر
فقال : (( اتقي الله واصبري ))
فقالت : إليك عنِّي ، فإنك لم تصب بمصيبتي ! ولم تعرفه
فقيل لها : إنه النبي – –
فأتت باب النبي – – فلم تجد عنده بوابين
فقالت : لم أعرفك
فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى
متفق عليه . وفي رواية لمسلم : تبكي على صَبيٍّ لها
ـــــــــ
الشرح
... الصبر الذي يثاب عليه الإنسان هو أن يصبر أول ما تصيبه المصيبة
أما الصبربعد ذلك فإن هذا ربما يكون تسلِّياً كما تتسلَّى البهائم
فالصبر حقيقة :
أن الإنسان إذا صُدم أول ما يُصدم يصبر ، ويحتسب
ويحسُن أن يقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها
ــــــــ
ففي هذا الحديث عدة فوائد:
أولاً :
حسن خلق الرسول ودعوته إلى الحق ...
ولما قالت : إليك عني ) لم ينتقم لنفسه ...
لأنه عرف أنَّه أصابها من الحزن ما لا تستطيع أن تملك نفسها ...
فإن قال قائل : أليست زيارة القبور حراماً على النساء ؟
قلنا : بلى هي حرامٌ ... لكن هذه لم تخرج للزيارة
وإنما خرجت لِما في قلبها من لوعة فراق هذا الصَّبي ...
ولهذا عذرها النبي – - ...
ــــــــ
ومن فوائد هذا الحديث :
أن الإنسان يُعذر بالجهل ، سواء أكان جهلاً بالحكم الشرعي ، أم جهلاً بالحال ...
ـــــــــ
ومنها :
أنه لا ينبغي للإنسان المسؤول عن حوائج المسلمين أن يجعل على بيته بواباً يمنع الناس
إذا كان الناس يحتاجون إليه إلا إذا ... شيء يمكن أن يتداركوا شغلهم في وقت آخر فلهذا لا بأس به
وما جُعل الاستئذان إلا من أجل النظر ، كما في الحديث
ـــــــــ
ومن فوائده :
أن الصبر الذي يحمد فاعله الصبر عند الصدمة الأولى ...
ويعلم أن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ...
ـــــــــــ
ومنها :
أن البكاء عند القبر ينافي الصبر
ولهذا قال لها الرسول – - : (( اتقي الله واصبري ))
... والله الموفق
ـــــــــــــــــــ
شرح رياض الصالحين للعلامة الشيخ محمد بن صالح العُثيمين
(الجزء الأول / 167- 170 )
مع الا ختصار
منقوووووول
اللهم ارزقنا الصبر على البلاء والرضا بالقضاء والحمد على النعماء