السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع ...فاحييت ان انقله اليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير أحبتي
وأبدأ حديثى معكم
بزهرة ندية عطرة من بستان المصطفى
لطالما رأيناها ... لمسناها ... شممنا عطرها واستمتعنا بأريجها وشذاها
لكن ... كثر من من لم يتفهم معناها
أو يعمل بها أو أخذ فقط بظاهرها
قال رسول الله " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت "
إما أن نقول خيراً .... أو نصمت
والعكس إذاً صحيح
لا نصمت عن قول الخير والحق
فكم من صامت عذب نفسه وغيره بصمته
وظلم نفسه واضطر غيره لظلمه أو لظلم نفسه
تصمت عن أخيك وتراه يتعدى الحدود وقد يقع فى إثم
وفى يدك نجاته ونجاتك وإنهاء مأساته ومأساتك
بأن تتنازل عن صمتك
تصمت عن قولة قد تظهر حقاً أو تنصف مظلوماً
وتركن إلى صمتٍ يعجز عن تفسير سببه كل عاقل
تصمت عن حقك وترضى بهوان نفسك زعماً لطباعٍ ديننا منها براء
فما يرضى لنا ربنا أبداً الخنوع والخضوع وهضم حق النفس فضلاً عن اضطرارك لغيرك أن يقع فى إثم بسببك
ولا يرضى لنا ربنا أن نهوّن أنفسنا ونضيع حقوقنا بدعوى الطيبة
لنرى الناس تستغل ضعفنا وتصعد فوق ظهورنا حتى تنحنى ولا نستطيع بعدها رفع رؤسنا والنظر لأعلى
لطالما تردد على ألسنتنا " الطيب مالوش مكان فى الزمن دة "
وأقول ... كما قال الشاعر
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
لا أظن أبداً أن الطيبة والسماحة والعفو تعد عيباً فى أى إنسان
لكن نحن بسوء استخدامها أو بإلصاق بعض الأمور لها
كالطيبة التى تضيع الحقوق
والسماحة التى تطأطأ الرؤؤس
والضعف الذى يجعلنا مطية لكل رائح وغاد
والأمرّ من ذلك الصمت الذى يكون ضرره أكبر من نفعه
وكم من ضحايا سقطوا تحت راية الصمت
أنخجل أن ندفع عن أنفسنا أصابع اتهام ؟ ونصمت
أنتورع أن نبرر ظلماً وقع بنا ؟ ونصمت
أنخشى قول شئ ينفى عنا نظرات الشك ؟ ونصمت
والله إنه لظلم للنفس
حقاً إن ربنا لا يحب الجهر بالسوء من القول لكن
" إِلَّا مَنْ ظُلِمَ "
لقد أباح لنا الجهر بما قد يبدو سيئاً للبعض
لدفع الظلم عن أنفسنا
فمااااااااااا بالك إذا كان ظلمك لنفسك وصمتك يوقع غيرك فى ظلم أكبر وإثم أعظم مترتباً ذلك على ما كتمت
أحبتى ... اعذروا لعثمة حروفى وحزنها
فهى من جرّاء تجربة مريرة فى عالم الصمت
أودت بقلوب وأرواح إلى حيث أزقة من الضياع
فى لحظة صمت ... ثم ظلم ... ثم صوت ناقوس الوداع
مزق هدوء الكون وسكونه
فياليت صحبى يعلمون ...
أن لحظات صمت قد تودى بسنين من العمر
وأن الندم لا يجدى إذا ماورات قلوبنا الأكفان
وأن الدمع وإن جرى أنهاراً قد لا يعيد مفقوداً
وياليت صحبى يعلمون ...
أن قبول بعض الناس لعيوبنا لا يعنى ألا نبادر لإصلاحها
وأن وجودهم بجانبنا وتحملهم لنا
لا يعنى أن الراحة قد ملأت قلوبهم
فقد تدمع أعين قلوبهم ليل نهار أملاً فى يوم تشرق شمسه
دون أن يجدوا فينا هذه العيوب التى قد لا نأبه نحن بها
وهم يتقطعون بسببها
*****************************************
قطرات سالت من محبرة قلبى
فلم يجد قلمى لها منفذاً إلا بين أعينكم وأسماعم
رسالة أوجهها لكل صامت
يحسب أن كلامه ودفاعه عن نفسه ضعفاً وهواناً