السؤال : سمعت محاضرة لبعض المشايخ يقولون أنهم
سلفيون ويقولون بما يلي: أمي كافرة وستدخل النار أعلم ذلك. يقولون أنهم
متأكدون من دخول شخص النار. فهل هذا مباح؟ هل نقول أن شخصاً ما سيدخل جهنم
بسبب دينه؟.
الجواب :
الحمد لله
القاعدة في مذهب أهل السنة والجماعة ؛ أن الشهادة لمعيّن بالجنة والنار من أمور
العقيدة التي تؤخذ بالتلقي من الكتاب والسنة ، ولا مجال للعقل بالاجتهاد فيها
.
فمن شهد له الشرع - الكتاب والسنة - بجنة أو نار
؛ شهدنا له ، ومع ذلك فنحن نرجو للمحسن الجنة ، ونخاف على المسيء النار ، والله
أعلم بالخواتيم .
والشهادة بالجنة والنار تنقسم إلى قسمين :-
1. الشهادة العامة : المتعلقة بوصف ، كأن تقول :
من أشرك بالله تعالى شركاً أكبر فقد كفر وخرج من الدين وهو في النار .
وكذلك نقول : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . ومثل هذه
النصوص وغيرها كثيرة في القرآن الكريم ، والسنة النبوية .
وإذا سأل شخص : هل الذي يدعو غير الله ويستغيث
به في الجنة أم في النار ؟ . فنقول هو كافر وفي النار إذا قامت عليه الحجة والدليل
وأصرّ ومات على ذلك .
وإذا قيل : من حج فلم يرفث ولم يفسق ؛ ومات بعد
حجه - مثلاً فأين مصيره ؟ قلنا هو في الجنة ، أو من كان آخر كلامه من الدنيا
: لا إله إلا الله " فهو في الجنّة ونحو ذلك .
كلٌّ هذا للوصف لا للشخص المعيّن .
2. الشهادة الخاصة أو المعيّنة : لشخص بذاته واسمه
أنه في الجنة أو في النار ، فهذه لا تجوز إلا في حق من أخبر الله تعالى عنه ،
أو رسوله أنه في الجنّة أو في النار .
فمن شهد لهم الله أو رسوله بالجنة بأعيانهم فهم
من أهلها قطعا كالعشرة المبشرين بالجنة ، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة ، أبو بكر
الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنه .
وممن شهد له الشّرع بالنار على التعيين فهو من
أهلها كأبي لهب ، وامرأته ، وأبي طالب ، وعمرو بن لحي ، وغيرهم .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بمنّه وكرمه
وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب