الحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
فلست أدري كيف تلقى الكثيرون هذه العبارة بصدر رحب ، واطمأنوا إلى مرادفاتها ومثيلاتها كـ (قسم العوائل)
ممنوع دخول العُزّاب ونحوها .
ممّا انطلى ولا يزال على محبي الخروج والدخول .. وعُشاق التقليد أنّى كان ؟!
ففي المطاعم العائلية و الملاهي لعائلية و الشواطئ العائلية و الحدائق العائلية تُبدد الأوقات , وتُضيّع الأموال, وكل ذلك يهون أمام المفاسد الأخلاقية الناجمة عن الاختلاط القبيح بين تلك العائلات, الذي لا شيء يربط بينها سوى هذا المصطلح الساخر !!
ولنا أن نتساءل ما الفرق بين اختلاط نساء أجنبيات برجال أجانب بحجة اصطحابهم زوجاتهم وأخواتهم ، وبين رجال جاءوا لوحدهم ؟
أليس من الممكن أن يقدمَ شابٌ بأخواته مثلاً إلى (حديقة عائلية !) ثم يتركهن في مكان (آمن !!) لينطلق عقب ذلك في جولات تفقدية للمساحات الخضراء ، ويصادف خلالها العشرات من الفتيات اللائي يقمن بالمهمة نفسها ؟!!
بل إن الأمر ليشتد سوءً في الأماكن التي تعقد فيها المسابقات والسحوبات المباشرة على الجوائز؛ حيث يقل الحياء ، ويذهب الوقار, ويختلط الحابل بالنابل؛ فأين المروءة يا مسلمون ؟
كما تحدث الطوام العظام, والمصائب الكبار, حين يكون الاختلاط في ( الملاهي العائلية ) حيث يسود جو المرح العجيب, قاضياً على البقية الباقية من أدب النساء وحيائهن ، ونخوة الرجال وغيرتهم !!
في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل المسجد .
فتأمل كلام الصّديقة بنت الصدّيقة ، ثم تفكر تُرى ما الذي أحدث النساء في زمنها الذي هو خير القرون بشهادة خير البشرية عليه السلام ؟
ثم تفكر ثانية ماذا لو رأت عائشة رضي الله عنها حال النساء اليوم ؟
لا إخالها إلا محوقلة ، ومسترجعة ، ومنكرة ، وقائلة : (وإذا أردت بعبادك فتنة فا قبضني إليك غير مفتون ) !!
ولو تتبعنا الأدلة والآثار المانعة من إختلاط النساء بالرجال؛ لكال المفام وحسبنا منها:
ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم تفضيله للمرأة أن تصلي في بيتها وأنه خير لها من المسجد ..
كما ثبت عنه في السنن من حديث ابن عمر رضي الله عنها أنه قال : (( لو تركنا هذا الباب للنساء)) .
والمراد بالباب هو : أحد أبواب مسجده الشريف في المدينة ، فهذه أحاديث صحيحة توصد الأبواب أمام فتنة الاختلاط ، مع أنّ الزمن آنذاك زمن طهر ، والمجتمع مجتمع صحابة ، ورسول الرحمة والعفة حيٌ يرزق .. والشأن في المسجد والصلاة ، لا بالمسابقات والحدائق العامة ، والمطاعم العائلية ، فهل نعيد النظر في هذه القضية الخطيرة مسئولين وأفرادا ؟؟ً هذا هو المأمول ,
والله المستعان .