في كل رمضان اتوقف كثيراً بين متناقضات لا ينبغي لها أن تجتمع في هذا الشهر
الفضيل، ففي الوقت الذي يفترض ان يكون فيه الشهر الفضيل شهرا للزهد
والتعبد والشعور بالفقراء، يتهافت الناس على ما يلزم ولا يلزم مما لذ وطاب
لكأنه أصبح من الواجب أن تنتفخ حاويات القمامة بالفائض الذي يزيد كثيرا عما
يؤكل، وبالتالي يتحول هذا الشهر بالنسبة للكثيرين منا إلى مناسبة للإقبال
على الدنيا وفتح الشهيّة على إطلاقها..
أرى سلوك العديد من الأسر في
شهر رمضان خاصة فيما يتصل بالطعام وتحضير الموائد؛ لكأن الشهر تم اختزاله
من شهر عبادة وتقرب إلى الله عز وجل إلى شهر الاسراف و الشهوات مما لذ وطاب
من الطعام، وفي الحقيقة وتحديداً في هذا الشهر يجب أن يشعر المسلم مع أخيه
المسلم لأن الشعور بالجوع يدفع الإنسان للعطف على الجياع والمحتاجين
لا
شك انه مشهد يتجلى بكل تفصيلاته أمامي؛اتسمر واندهش وانا اشاهد حاويات
القمامة تفيض عن حدها ويدلف بها بالطعام ،كميات كثيرة من أرز ولحمة وأسماك
وخضار..الخ يمكن ان تطعم عشرات الفقراء والمساكين والمحتاجين والاسر
العفيفة!
جولة قصيرة من الأغنياء على بيوت الفقراء كافية أن تخرج عيونهم
من محاجرها وتنتزع قلوبهم من اقفاصها"!وقد لا نبالغ بالقول أن عشر مصروفات
بعض الاسر على موائد رمضان، وما بينهما من مظاهر "الفشخرة والبذخ" التي
تتحول شيئا فشيئا الى واحدة من موروثاتنا الراسخة؛ كافية بسد جوع فقراء أحد
الأحياء ، وأقصد المأكولات التي ترمى بالنفايات عندما تزيد عن حاجتهم
االيها.
ما أحوجنا لوقفة مع أنفسنا نقرر خلالها أن للفقراء حقًا في الحياة الحرة الكريمة الشريفة ، تتطلب منا السعي لتأمينها لهم.